الجمعة، 20 ديسمبر 2013

كيف تلقي الله ياعمر وسفيهك ينام مع الغانيات بملايين الدولارات وبهنس بشوارع القاهرة يموت برداً وجوعاً..!!


20 Dec 2013 01:20

يأبى البرد أن يمر سلاما دون أن يأخذ معه بعضًا من ''مُلاك الأرصفة''، لا يفرق بين شاعرًا فقيرًا أو طفلًا يتيمًا أو عجوزًا ارتكن إلى الحواري.
أزمة نفسية حادة تدفع أحدهم إلى ترك بلاده والارتحال، يتخذ من رصيف شوارع القاهرة ملاذا، يحسبه الجاهلون ''متسولا'' من الجوع.
لا يزال محمد حسين بهنس على عهده قبل عامين حين وصل المدينة التي لا ينام أهلها قادما من العاصمة السودانية الخرطوم، بغرض إقامة معرض لأعماله التشكيلية، لكنه قرر الإقامة في قاهرة المعز بعدما انقطعت به كل السبل نحو عيش كريم.
''في بطنه أحجار جافة.. حطب مسنون.. عويل وجنون.. يضربه يمنيا ويسارا.. فتتساقط أنات الليل.. من خشب وحديد.. وبقايا صديد.. لتنام في عرض شوارع.. لا تعرف أبدا أن الرجل الجالس جنبي يصرخ صمتا.. ليس مريضا وليس غريبا وليس شريدا.. لكنه فقط جائع''.. هكذا نعى الدكتور عمار علي حسن وفاة السوداني محمد بهنس، يوم الخميس.
''عازف جيتار.. مطربا يلحن أغانيه.. فنان تشكيلي.. روائي''.. هكذا تعددت مواهب ''بهنس''، لكنه لم يجن من وراء ذلك إلا المبيت على أرصفة شتوية قارسة البرودة أودت بحياته الثرى.
وبعد أن انقضى مشروعه الذي ترك بلاده الأولى من أجله بلا عائد، أوى ''بهنس'' إلى تجمعات من أصدقائه في المكتبات وبوسط ميدان التحرير، يعزف أشعاره ويبكي حاله.
أقام بهنس معرضه التشكيلي الأول في الخرطوم عام 1999، ثم شارك في معارض تشكيلية أخرى في أديس ابابا ومدن أوروبية منها باريس حيث تزوج فرنسية أنجبت له ابنا عام 2005 ثم طلقها وعاد إلى بلاده، وكتب رواية ''راحيل'' التي ذاع صيتها داخل وخارج السودان.

هناك تعليقان (2):

  1. كيف تلقي الله ياعمر..كيف تلقي الله ياعمر ..كيف تلقي الله ياعمر ولم تعثر شاة بأرض السودان ..بل مواطن سوداني خرج من موطنه الظالم اهله فمات بشوارع القاهرة برداً وجوعاً..!!

    ردحذف
  2. أين انت ياعمر من عمر ؟؟
    جمال جادو
    giimey@yahoo.com
    سؤال لا اجد له اجابة ابداً ويضيع مابين الحقائق المعاشة والواقع المرير ومابين التصريحات والخطب الوردية والتى كان اخرها نفي سيادة الرئيس لوجود الفساد والمفدسين ببلادنا !!
    ( اسمع كلامك اصدقك اشوف عمايل حكومتك استعجب )
    دفعني للعودة مرة اخرى لتساؤلاتي القديمة ولمقارنتي بين عمر البشير وعمر بن العزيز وشتان مابين هذا وذاك !!
    «لما تولى الخليفة عمر بن عبدالعزيز الخلافة بعث إلى الحسن بن أبي الحسن البصري يسأله عن صفات الإمام العادل فكتب البصري: اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف.. والإمام العادل يا أمير المؤمنين والراعي الشفيق على إبله ، والحازم الرفيق الذي يرتاد لها أطيب المراعي، ويزودها عن مواقع الهلكة، ويحميها من السباع، ويكنفها من أذى الحر والضرر والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها، حملته كرها، ووضعته كرها، وربته طفلا، تسهر لسهره وتسكن لسكونه، ترضعه تارة وتفطمه أخرى، وتفرح بعافيته وتغتم بشكايته.
    والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوارح تصلح الجوارح بصلاحه وتفسد بفساده.. والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، وينقاد لله ويقودهم، فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد إئتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله، فبدد المال وشرد العيال فأفقر أهله وأهلك ماله.
    هذه كلمات من إمام الواعظين الحسن البصري إلى أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز الذي اشتهر بالعدل وهو الحاكم الذي تحدث التاريخ الصادق عن عدله وتقواه.. ومنزلة الحاكم العادل عند الناس عظيمة وعند الله أعظم فدعاؤه مستجاب، وهو ظل الله في الأرض، وهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وسأل عمر بن عبدالعزيز أيضا عدي بن أرطأة عن صفات الحاكم العادل فأجابه «فإذا أمكنتك القدرة على المخلوق فاذكر قدرة الخالق عليك واعلم أن ما لك عند الله مثل ما للرعية عندك».
    هذا هو الحاكم العادل عمر بن عبدالعزيز لقد أراد أن يجنب نفسه من أي تقصير أو ذنب قد يرتكبه بحق الرعية.. لذلك حرص أن يسمع من إمام الواعظين الحسن البصري نصحه بما يجب أن يحرص عليه في حكمه وعمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموي جده الفاروق عمر بن الخطاب فهو الذي اشتهر بعدله وخروجه في الليل ليتفقد الرعية.. ومن أشهر ما روي عن الفاروق عمر هو طوافه في إحدى الليالي فإذا بامرأة في جوف دارها حولها صبيان يبكون، وإذ قدر على النار قد ملأتها ماء، فدنا عمر من الباب، فقال يا أمة الله: لأي شيء بكاء هؤلاء الصبيان قالت بكاؤهم من الجوع، قال فما هذه القدر التي على النار؟ قالت: قد جعلت فيها ماء أعللهم بها حتى يناموا وأوهمهم أن فيها شيئا.. فجلس عمر يبكي.. ثم جاء إلى دار الصدقة وأخذ غرارة وجعل فيها شيئا من الدقيق وسمناً وشحماً وتمراً وثياباً ودراهم حتى ملأ الغرارة، ثم قال لمرافقه أسلم احمل علي.. فقال أسلم: يا أمير المؤمنين أنا أحمله عنك، قال لا أم لك يا أسلم، أنا أحمله لأني المسؤول عنه في الآخرة.. فحمله عمر على عاتقه حتى أتى به منزل المرأة وأخذ القدر وجعل فيها دقيقا وشيئا من شحم وتمر، وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القدر، وكانت لحيته عظيمة يخرج الدخان من خلالها حتى طبخ لهم، ثم جعل يغرف بيده ويطعمهم حتى شبعوا ثم خرج.
    هكذا كان الخلفاء الراشدون والخليفة عمر بن عبدالعزيز إنهم يخافون الله في حكمهم للرعية ومن شدة خوفهم كانوا هكذا يتصرفون فلا ينامون الليل حتى يطمئنوا على الرعية.. فأين نحن اليوم من هذه الخصال التي كان يحرص عليها الحاكم العادل.. فقد كان الفاروق عمر يخرج في الليل ليتفقد أحوال الناس ولم يكن يصحب معه وفداً إعلامياً لتسجيل جولاته وما يقوم به كان حريصا على القيام بما يستوجب عليه كحاكم مخافة من الله.. وليس غير مخافة الله.

    ردحذف