حوار: بثينة راضى
تصوير: نورهان أبو جازية
بعد ان لاقى فيلم " المعدية " الكثير من ردود الفعل الأيجابية وتهنئه
أبطاله على القدرة الهائلة على محاكاة الواقع وروح الأبداع التى تجلت داخل
الفيلم بعد عرضه بمهرجان دبى السينمائى الدولى فى دورته الـ10 , عاد أبطال
الفيلم من دبى للخوض فى تجربة جديدة من التعامل الجماهيري مع الفيلم، وذلك
بمجرد طرحه خلال الأيام القلائل المتبقية من شهر ديسمبر الجارى بدور العرض.
وخلال ذلك ألتقينا بالمايسترو القائد لهذا العمل الأستاذ " عطية أمين "
مخرج الفيلم والمستنير العقل الأستاذ " محمد رفعت " مؤلف الفيلم وكان لنا
معهم هذا الحوار .. بدأ الحوار مع الأستاذ " محمد رفعت " :
- ماسر أختيارك لأسم "المعدية" وتعديله بعد ما كان أسمه " فارس أحلام " ؟
" فارس أحلام " هو كان الأسم المبدئى للفيلم وخاصة انه أقرب الأسماء لقصة
الفيلم فمهما أختلف مفهوم فارس الحلام من بنت لآخرى , إلا اننا نجده فى
النهاية هو الشخص القادرعلى تحقيق الأحلام , كما ان فارس وأحلام هما
شخصيتان رئيسيتان بالفعل من الستة شخصيات الرئيسية بالفيلم , ولكن فى مرحلة
المونتاج ظهرت بعض الآراء بتغييره لعده أسباب وهى :
- ان هذا الأسم فيه ظلم كبير لباقى شخصيات الفيلم خاصة ان كل منهم يلعب
دور بطولة ويعبر عن نفسه بطريقة مميزة , كما ان هذا الأسم سيجعل الجمهور
يفهم ان الفيلم يحكى فقط قصة هذين الحبيبين دون النظر لباقى الشخصيات ,
أما السبب الآخر فهو أن الفيلم قد تم تصويره بالفعل فى جزيرة الذهب التى
وسيلة الأنتقال الوحيدة فيها هى المعدية والتى من الناحية التحليلية تعبر
عن حالة الناس التى تنتقل من حالة إلى أخرى , فلم نجد غير هذا الأسم الذى
يعبر عن هذه الحالة .
- هل أعجبك أختيار المخرج للأبطال .. وهل أقنعك الأبطال بآداء الشخصيات كما رسمتها بقصتك ؟
أعجبنى جدا وبالفعل حولوا هذه الشخصيات التى كانت عبارة عن كلمات مكتوبة على ورق إلى شخصيات حية تشر ونتأثربها وتؤثر فينا .
- رغم تناولك للطبقة الشعبية فى فيلمك الا أنك أختلفت فى تناول الطبقات المهمشة عن التيارالسائد بالسينما حالياَ ؟
هناك تركيز فى الفترة الحالية فى الأفلام على الجانب السلبى للطبقة الشعبية
وأظهار للجوانب السيئة , ولكننا أبتعدنا عن ذلك لأن لكل شئ مساوئه وعيوبه
وأنا لاأرصد غير الواقع , لذلك فالتجربة مختلفة .
- ألم تخشى تغيير هذه الموجه وأقتحام السينما بهذا النمط الجديد ؟
إننى لم أبتدع شئا لم يكن موجودا فالفيلم الشعبى هو مايتحدث عن الناس
ويعبر عنهم ويمثل على الأقل 80 % منهم , ونحن جسدنا مارآيناه بالواقع واذا
نظرنا لتاريخ السينا سنجد أفلام شعبيةى كثيرة تعبر عن هذه الطبقة الشعبية
دون أدراج البلجة السرقة كصفات أساسية لهذه الطبقة ومنها : أيامنا الحلوة ,
السفيرة عزيزة .
- هل حدثت أية تدخلات من جانب المنتج فى تعديل قصة الفيلم ؟
حدثت تدخلات طفيفة جدا وأنا من وجهة نظرى أن القصة او السيناريو ليس
قرأنا لا يمكن تغييره , فمن وجهة نظرى إذا كان التدخل إيجابى يمكننى تقبل
الرأى الآخر ولى فى النهاية حق القبول أو الرفض .
- غلب الطابع الرومانسى على الفيلم ..هل نعد هذه عودة لكلاسكيات الزمن الجميل ؟
هى دى طبيعة الأنسان ولايمكن التوقف عن تقديم الحب داخل أفلامنا ,
وبالأصح " الناس مبطلتش تحب وهتفضل تحب " , وان اختلفت طريقة تقديمه ,
فنحن الآن نختلف فى " المعدية" عن الرومانسية التى قدمت الفترة الماضية فى
الأفلام الأخرى .
- هل ترى أن أفلام المهرجانات تخص ذوق عدد معين من الناس دون الآخر ؟
يرد ضاحكا ..الغريب أن أفلام المهرجانات نرآها فى مصر وكأنها وصمة عار ,
فى حين أن هذه الأفلام فى جميع دول العالم وبالقياس العالمى تكون هى أكثر
الأفلام تحقيقا للأيردات ..حتى أنهم يستخدمون دخولها للمهرجان كوسيلة من
وسائل الدعاية .. فالعيب فينا نحن .
- هل دمجت أحداث الفيلم بجانب من الأحداث السياسية المطروحة على الساحة ؟
الحقيقة فكرت كثيرا وطرح داخلى أنا ومن معى سؤال ..هل إذا ابتعدنا عن
السياسة سنكون خرجنا عن المعايير , فوجدنا انه فى النهاية نجد السياسة فى
كل شئ داخل حياتنا ,كم ا انه اذا كان هناك حياة أجتماعية جيدة فلم يكن هناك
ثورة أوغيره , فقررنا مناقشة تلك القضايا الأجتماعية ,وان نقوم برواية
القصة كماهى , وعلى من يريد الربط بين أحداث الفيلم والسياسة فيطلق العنان
لخياله وله مايحب .
- ولماذا كان أختيارك للمخرج عطية أمين مع أنها أولى تجاربه السينمائية ؟
أولاً علاقتى بعطية علاقة صداقة قوية جدا .. وبالتالى يفهم كل منا شخصية
الآخر كما انه لتقارب وجهات النظر بيننا والتوافق الفكرى بيننا أدركت انه
لايوجد سواه يمكن أخراج الفيلم بالشكل المرسوم ..............
ثم كان الحديث الآخر مع أستاذ " عطية أمين " مخرج الفيلم :
- هذه أولى تجاربك فى الأخراج السينمائى .. هل تثير هذه التجربة القلق داخلك ؟
بالطبع الخوف داخلى ومطلوب لأتمام النجاح , حتى بعد عرضه بمهرجان دبى
السينمائى والردود الجميلة التى تلقيتها , ولكن كل شئ بيد الله ونتمنى منه
وحده النجاح .
- حدثنا عن أختيارك لأبطال العمل وعلى أى أساس تم أختيارهم ؟
أختارتهم جميعا على أساس معرفتى بهم , وعلى رؤيتى لأدوارهم السابقة التى
قدموها, فمثلا " مى سليم " أعجبنى دورها فى الديلر وشجعنى على أختيارها ,
كذلك " هانى " على الرغم من قلة أعماله ولكنه تميز فيها , وكذلك باقى
الأبطال " درة , أحمد صفوت , أنجى المقد م, محمد على " فكلهم أدوار بطولة .
- ألم تخش الأستعانة بـ " هانى عادل " كبطل للفيلم رغم كونه ليس من نجوم شباك التذاكر ؟
لا .. نهائى فكل ما أحتاجه هو أنسان بسيط وأنا أرى ان هانى وجه مريح أكثر من كونه وجه جذاب أو وسيم .
- أختيارك لـ " درة " لتؤدى دور البنت المحجبة رغم أبتعادها نهائى عن هذا النمط فى حين وجود عدد من الممثلات المحجبات ؟
جاء أختيارى لأنها لم تقد م هذه النوعية من قبل ولا أريد الربط بين شخصية
أحلام وأى شخصية أخرى قدمتها من قبل , كما انه لايوجد ممثلة محجبة فى هذه
الفئة العمرية , والسبب الثالث انه فى الدور تطلب خلع الحجاب فى مشاهد
المنزل مثلا .
- هل كان لديك تخطيط مسبق بأن تجعل هذا الفيلم أحدى أفلام المهرجانات ؟
لا .. منذ قرأتى للنص أحببته جدا وأتفاعلت معه وبدأت بالفعل ى تنفيذه دون التفكير فى أى تفاصيل أخرى .
- ماهى أكثر ردود الفعل التى أسعدتك عند سماعها عن الفيلم بعد عرضه بمهرجان دبى السينمائى الدولى ؟
عندما قال لى أحد الحضور " الفيلم بسيط قوى , لكنه يحمل إبداع حقيقى . كيف فعلتوا ذلك !!!
- هل واجهت أية مشاكل أثناء التصوير بجزيرة الذهب " ؟
لا ..تماما فالناس فى الأحياء الشعبية ليس وحوشا كما تصورهم بعض الأفلام وأتممنا عملنا دون أدنى مشاكل.
- لماذا بدأت أولى تجاربك بفيلم أجتماعى رومانسى رغم كونك أحد أهم مصممى الخدع بمصر ؟
لأننى باختصار شديد أحببت الورق دون النظر إلى نوعه وهذا ما سيدعو الكثير إلى الأستغراب .
- هل حدثت أية تدخلات من جانب المنتج فى طريقة عملك؟
هناك نوعان من التدخل .. الأول تدخل حميد ويكون هذا التدخل بعد قراءة
السيناريو مباشرة وحتى أتمام العقد بيننا , أما النوع الثانى فهو تدخل
خبيث والذى يبدأ منذ توقيع لالعقد وحتى نهاية الفيلم وهذا والحمد لله لم
يحدث , ويكون للمخرج الحق فى إدارة ذلك .
- هل أقنعك الأبطال بأدائهم الفعلى للفيلم ..وهل مثل ماكان بمخيلتك ؟
جدا وأحببت العمل جدا معهم , وكلهم أصدقائى وأخواتى , وكا منهم أدى دوره بحرفية جيدة .
- رسالة الفيلم اللى بيوجهها للجمهور بإختصار ؟
أن يحاول الأنسان منا أن يعيش حياته كما يريد ومهما يقابل من ظروف الحياة لابد وان يتصدى لها وهذا كله لايأتى الا بالحب .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق